تفسير سورة الانشقاق وهي مكّيّة كلّها
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (١) : وذلك يوم القيامة عند النفخة الآخرة. (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها) : أي سمعت لربّها فأطاعت. (وَحُقَّتْ) (٢) : أي وحقّ لها أن تفعل.
قال تعالى : (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ) (٣) : قال ابن عبّاس : تمدّ كما يمدّ الأديم العكاظيّ. وعكاظ سوق باليمن (١). وهذا إذا أبدلت ، تبدّل الأرض بأرض بيضاء وكأنّها فضّة لم تعمل عليها خطيئة ، ولم يسفك عليها محجم دم حرام.
قال تعالى : (وَأَلْقَتْ ما فِيها) : أي أخرجت ما فيها من الأموات فظهروا على ظهرها. (وَتَخَلَّتْ) (٤) : أي إلى الله منهم. (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها) : أي سمعت وأطاعت. (وَحُقَّتْ) (٥) : أي وحقّ لها أن تفعل.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً) : أي ساع إلى ربّك سعيا بالعمل ، كقوله تعالى : (لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) (١٥) [طه : ١٥].
قال تعالى : (فَمُلاقِيهِ) (٦) : أي فملاق ثواب ذلك العمل إن خيرا فخير ، وإن شرّا فشرّ.
قال تعالى (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) (٨).
ذكروا عن عائشة رضي الله عنها أنّها سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الذي يحاسب حسابا يسيرا فقال : ذلكم العرض. قال : ولكن من نوقش الحساب فهو هالك (٢). ذكروا عن عبد الله بن عمر
__________________
(١) كذا في ق وع ، وهو خطأ من ناسخ فيما يبدو ، فعكاظ ليست باليمن ، وإنّما هي سوق من أسواق العرب بين نخلة والطائف بالحجاز. وقال أبو عبيدة حسبما نقله البكريّ : «عكاظ فيما بين نخلة والطائف إلى موضع يقال له العتق ، وبه أموال ونخل لثقيف ؛ بينه وبين الطائف عشرة أميال». قال ياقوت في معجم البلدان : «وأديم عكاظيّ نسب إليه ، وهو ممّا يحمل إلى عكاظ فيباع فيها». انظر : البكري ، معجم ما استعجم ، ج ٢ ص ٩٥٩. وانظر : ياقوت الحموي ، معجم البلدان (عكاظ).
(٢) كذا في ق وع : «من نوقش الحساب فهو هالك» ، وروي في بعض كتب الحديث : «ولكن من نوقش ـ