أنّه قال : يوقف الله عبده المؤمن يوم القيامة على ذنوبه فيقول : أتعرف ذنب كذا وذنب كذا؟ فيقول : نعم يا ربّ ، أعرف. فيقول : أتعرف ذنب كذا؟ فيقول : نعم يا ربّ ، أعرف ، حتّى إذا قرّره بذنوبه ورأى العبد في نفسه أنّه قد هلك قال : فإنّي سترتها عليك في الدنيا ، وإنّي سأغفرها لك اليوم وأحطّها عنك. ثمّ يعطى كتاب حسناته. وأمّا المنافقون والمشركون فإنّه ينادي الأشهاد : (هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (١٨) [هود : ١٨] أي : الكافرين.
قال تعالى : (وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ) أي إلى أزواجه من الحور العين (مَسْرُوراً) (٩).
قال تعالى : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) (١٠) : فإنّه تخلع كفّه اليسرى وتجعل خلفه فيأخذ بها كتابه. قال تعالى : (فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً) (١١) : أي بالويل والهلاك في النار. (وَيَصْلى سَعِيراً) (١٢) : [أي : يكثر عذابه] (١) ويشوى في النار.
قال تعالى : (إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ) : أي في الدنيا (مَسْرُوراً) (١٣). قال الحسن : [قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم] (٢) : الدنيا سجن المؤمن ، وجنّة الكافر.
قال تعالى : (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) (١٤) : أي إنّه حسب أن لن يرجع إلى ربّه. (بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً) (١٥) : أي : إنّه سيبعثه.
قال تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) (١٦) : وهو شفق النهار إذا غابت الشمس. وتفسير الحسن : الشفق : الحمرة ، وهو هذا الشفق عينه.
ذكروا أنّ جبريل صلّى بالنبيّ عليهالسلام العشاء في الوقت الأوّل حين غاب البياض من الشفق.
قال تعالى : (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) (١٧) : أي وما جمع ، جمع خيرا كثيرا وشرّا كثيرا ممّا عمل فيه الخلق.
__________________
ـ الحساب عذّب» ، أو «هلك». وانظر الإشارة إليه فيما سلف ، ج ٢ ، تفسير الآية ٢١ من سورة الرعد.
(١) زيادة من ز ، ورقة ٣٨٩.
(٢) زيادة لا بدّ منها. لأنّ هذا نصّ حديث صحيح أورده ابن سلّام مرارا. وقد أخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق ، وهو أوّل أحاديث الكتاب (رقم ٢٩٥٦).