تفسير سورة (أَلَمْ نَشْرَحْ) ، وهي مكّيّة كلّها
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (١) : ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذا سمعت قائلا يقول : أحد الثلاثة بين الرجلين ، فشقّ نحري إلى كذا وكذا. قال : إلى أسفل بطني ، واستخرج قلبي ، ثمّ أتيت بطست من ذهب فيه من ماء زمزم ، ثمّ كنز ، أو قال : حشي إيمانا وحكمة ثمّ أعيد مكانه (١). وتفسير الحسن : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) ، أي : بالإيمان.
قال عزوجل : (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) (٢) : والوزر الحمل ، وهو الذنوب التي كانت عليه في الجاهليّة (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) (٣) : أي أثقل ظهرك.
قال عزوجل : (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) (٤) : أي بالنبوّة ، أي : إنّك تذكر معي إذا ذكرت في الأذان والإقامة والخطب. نزلت هذه الآية قبل الأذان والإقامة ، حتّى إذا جاء الوقت الذي فيه الوقت (٢).
قال تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (٦) : ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لبعض أصحابه : لن يغلب عسر يسرين (٣).
قوله عزوجل : (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) (٧) : تفسير الحسن : فإذا فرغت من قتال
__________________
(١) كذا في ق وع : «كنز» أو «حشي». وبهذا اللفظ الأخير جاء في حديث مسلم ، في كتاب الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلىاللهعليهوسلم ... (رقم ١٦٤). انظر ما سلف ، ج ٢ ، تفسير الآية الأولى من سورة الإسراء ، في أحاديث الإسراء. وانظر سنن الترمذيّ ، كتاب التفسير سورة (أَلَمْ نَشْرَحْ) من حديث مالك بن صعصعة.
(٢) كذا وردت هذه العبارة فاسدة في ق وع. ولا شكّ أنّ بعض الكلام ساقط حتّى يستقيم المعنى. وانظر معاني رفع الله ذكر نبيّه عليهالسلام في تفسير القرطبيّ ، ج ٢٠ ص ١٠٦ ـ ١٠٧.
(٣) أخرجه ابن جرير الطبريّ مرسلا ، عن الحسن وعن قتادة ، ولفظه : «أتاكم اليسر ، لن يغلب عسر يسرين». وأخرجه ابن مردويه عن جابر بن عبد الله مرفوعا في قصّة بعث ، عليهم أبو عبيدة بن الجرّاح ، رواها السيوطيّ في الدرّ المنثور ، ج ٦ ص ٣٦٤. وانظر ابن خالويه ، إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم ، ص ١٢٧.