تفسير سورة (إِذا زُلْزِلَتِ) ، وهي مدنيّة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) (١) : أي تحرّكت من نواحيها كلّها ، وذلك يوم القيامة. قال تعالى : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) (٢) أي ألقت ما فيها من الأموات (١). كقوله عزوجل : (وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ) (٤) [الانشقاق : ٤] أي : تخلّت منهم إلى الله. قال عزوجل : (وَقالَ الْإِنْسانُ) : والإنسان هاهنا المشرك (٢). (ما لَها) (٣) : أي ما لها تحرّكت؟.
قال الله : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) (٤) : أي بما ألقت ممّا كان في بطنها من الأموات. قال عزوجل : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) (٥) : أي أمرها في تفسير مجاهد. أي أوحى لها أن تلقي ما في بطنها. وقال بعضهم : سألها.
قال عزوجل : (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً) : أي من بين يدي الله مختلفين ، بعضهم إلى الجنّة وبعضهم إلى النار. (لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (٦) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) : أي وزن ذرّة (خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) : أي وزن ذرّة (شَرًّا يَرَهُ) (٨) : أي يراه في ميزانه فيسوءه ذلك.
* * *
__________________
(١) هذا وجه من وجوه تأويل الآية ، ولفظ الأثقال أعمّ من ذلك ، فكلّ ما في جوف الأرض من معادن حجريّة كالذهب والفضّة والحديد مثلا ، أو سائلة كالنفط والماء ، أو غازية ، أو غير ذلك يعدّ من أثقالها.
(٢) لا وجه لتخصيص الإنسان هنا بالمشرك ، بل تعريف الإنسان هنا يفيد استغراق الجنس البشريّ.