تفسير سورة والعصر ، وهي مكّيّة كلّها
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ) (١) : أي عصر النهار ، وهو ما بين زوال الشمس إلى الليل (١). وهو قسم.
(إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) (٢) : أي من الجنّة. وقال بعضهم : لفي ضلال. ثمّ استثنى من الناس فقال :
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ) : أي بالتوحيد.
(وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣) : أي على الفرائض. وبعضهم يقول : (بِالْحَقِّ) أي : بالله. (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) فإنّهم ليسوا في خسر من الجنّة ، وهم أهل الجنّة.
ذكروا أنّ رجلين من أصحاب النبيّ عليهالسلام إذا التقيا فأرادا أن يفترقا أخذ كلّ واحد منهما بيد صاحبه ، ثمّ قرأ كلّ واحد منهما سورة (وَالْعَصْرِ) إلى آخرها.
* * *
__________________
(١) هذا قول الحسن وقتادة. وقيل : العصر هو الدهر ، أي : الزمان كلّه. وهو قول ابن عبّاس وزيد بن أسلم ، والفرّاء ، وابن قتيبة. وقال ابن أبي زمنين. «والعصر أيضا : الليلة ، واليوم عصر أيضا. قال الشاعر :
ولن يلبث العصران يوم وليلة |
|
إذا طلبا أن يدركا ما تيمّما |