تفسير سورة الكوثر (١) ، وهي مكّيّة كلّها
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) (١) : ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : بينما أنا في الجنّة إذا أنا بنهر حافاته قباب اللؤلؤ المجوّف فضربت بيدي إلى مجرى الماء فإذا مسك أذفر. فقلت : ما هذا يا جبريل؟ فقال هذا الكوثر الذي أعطاك ربّك(٢).
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكر في حديث ليلة أسري به قال : انفجر لي من السلسبيل نهران : نهر الرحمة ونهر الكوثر ، فاغتسلت في نهر الرحمة ، فغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر ، وأعطيت الكوثر فسلكته حتّى انفجر بي في الجنّة (٣).
وقال مجاهد : الكوثر : الخير كلّه.
وقال الحسن : الكوثر : القرآن. وقال عطاء : الكوثر حوض أعطاه الله النبيّ عليهالسلام في الجنّة.
ذكروا عن ثوبان ، مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّ رجلا سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما الكوثر الذي تحدّث عنه؟ فقال : هو من أيلة إلى عمان ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا. أوّل الناس به واردا فقراء المهاجرين ، الشعث الرءوس ، الدنس الثياب ، الذين تفتح لهم أبواب المتعات ، الذين يعطون الذي عليهم ، ولا يعطون الذي لهم (٤).
قوله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) : أي صلاة العيد.
(وَانْحَرْ) (٢) : أي يوم النحر.
قوله تعالى : (إِنَّ شانِئَكَ) : أي مبغضك.
__________________
(١) كذا في ق وع ، وفي ز : «تفسير (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ).
(٢) انظر الإشارة إليه فيما سلف ، ج ٢ ، تفسير الآية ٣٥ من سورة الرعد. وأخرجه يحيى بن سلّام بالسند التالي : «يحيى عن عثمان عن قتادة عن أنس بن مالك».
(٣) انظر الإشارة إليه بلفظ أطول فيما سلف ج ٢ ، تفسير الآية الأولى من سورة الإسراء.
(٤) لم أجد هذا الحديث فيما بين يديّ من مصادر التفسير والحديث.