(لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ) (٣٣). وقال في آية أخرى : (حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) [هود : ٨٢] وهي بالفارسيّة أوّلها حجر وآخرها طين سيدوكل. وقال في هذه (حِجارَةً مِنْ طِينٍ).
قال تعالى : (مُسَوَّمَةً) : أي معلّمة ، أي : إنّها من حجارة العذاب ، وليست من حجارة الدنيا. كان في كلّ حجر منها مثل الطابع. قال تعالى : (عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ) (٣٤) : أي للمشركين.
قال : (فَأَخْرَجْنا) : أي فأنجينا (مَنْ كانَ فِيها) : أي في قرية لوط (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٣٥) فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (٣٦) : أي أهل بيت لوط ، أي في القرية (١) ، ومن كان معه من المؤمنين.
قال تعالى : (وَتَرَكْنا فِيها) : أي في إهلاكنا إيّاها.
(آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ) (٣٧) : أي فيحذرون أن ينزل بهم ما نزل بهم.
قال عزّ من قائل : (وَفِي مُوسى) : [أي : وتركنا في أمر موسى] (٢) (إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ) (٣٨) : أي بحجّة بيّنة (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ) : أي بقومه. وقال الكلبيّ : بجنوده (وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) (٣٩) : يعني موسى.
قال تعالى : (فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ) : أي في البحر ، أي : أغرقناهم في البحر (وَهُوَ مُلِيمٌ) (٤٠) : أي وهو مذنب (٣) ، يعني فرعون ، وذنبه الشرك ، وهو الذنب العظيم.
قال عزّ من قائل : (وَفِي عادٍ) : [أي وتركنا في عاد أيضا آية] (٤) (إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) (٤١) : أي التي لا تلقح سحابا ولا شجرا ، وهي الدّبور.
__________________
(١) كذا في. ق وع : «أي : في القرية» ، وهو الصحيح ، فهو تفسير لقوله : (فَما وَجَدْنا فِيها) أي في القرية. وجاء في ز ، ورقة ٣٣٨ : «في القرابة» ، وفي الكلمة تصحيف ولا شكّ.
(٢) زيادة من ز ، ورقة ٣٣٨.
(٣) قال ابن أبي زمنين : «يقال ألام الرجل إذا أتى بذنب يلام عليه». وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٣ ص ٨٧. «أتى باللائمة ، وقد ألام».
(٤) زيادة من ز ، ورقة ٣٣٨.