(وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى) (٤٨) : [أي أغنى عبده وأقناه] (١) من قبل القنية. وتفسير الحسن : أقنى أي : أخدم. وقال بعضهم : أغنى بالذهب والفضّة والثياب والمساكن ، وأقنى بالرقيق والإبل والغنم ، وهو أيضا من الغنى (٢). ذكروا أيضا عن عبد الله بن جبير عن رجل خدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : كان النبيّ عليهالسلام إذا فرغ من طعامه قال : اللهمّ لك الحمد على ما أنعمت وأطعمت وسقيت. أو قال : أنت أطعمت وسقيت ، وأغنيت وأقنيت ، فلك الحمد (٣).
قوله عزوجل : (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) (٤٩) : وهي الكوكب الذي خلف الجوزاء ، كان يعبدها قوم. وقال مجاهد : مرزم الجوزاء ، يعني الكوكب الذي يتوقّد في الجوزاء.
(وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى) (٥٠) : وهي عاد واحدة ولم يكن قبلها عاد (٤). قال : (وَثَمُودَ فَما أَبْقى) (٥١) : أي أهلكهم فلم يبقهم.
(وَقَوْمَ نُوحٍ) : أي وأهلك قوم نوح (مِنْ قَبْلُ) : أي من قبل عاد وثمود (إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى) (٥٢) : أي إنّهم كانوا هم أوّل من كذّب الرسل.
قال : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى) (٥٣) : يعني قرى قوم لوط ، رفعها جبريل بجناحه حتّى سمع أهل سماء الدنيا صراخ كلابهم ثمّ قلبها. والمؤتفكة المنقلبة.
قال تعالى : (فَغَشَّاها ما غَشَّى) (٥٤) : أي الحجارة التي رمى بها من كان خارجا من المدينة وأهل السفر منهم.
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ٣٤٤.
(٢) وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٣ ص ١٠٢ : «رضّى الفقير بما أغناه به. (وَأَقْنى) من القنية والنشب». وقال ابن أبي زمنين في ورقة ٣٤٤ : «تقول : أقنيت كذا ، أي : عملت على أنّه يكون عندي لا أخرجه من يدي ، فكأنّ معنى أقنى جعل الغنى أصلا لصاحبه ثابتا». وانظر اللسان : (قنا).
(٣) أخرجه أحمد عن رجل خدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثمان سنين ولفظه : «كان إذا قرّب إليه الطعام يقول : بسم الله ، وإذا فرغ قال : اللهمّ إنّك أطعمت وسقيت ، وأغنيت وأقنيت وهديت واحتبيت ، اللهمّ فلك الحمد على ما أعطيت».
(٤) وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٢٠١ : «وقوله : (عاداً الْأُولى) بغير همز : قوم هود خاصّة ، بقيت منهم بقيّة نجوا مع لوط ، فسمّى أصحاب هود عادا الأولى».