ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : والذي نفسي بيده إنّ أهل الجنّة يتناولون من قطوفها وهم متّكئون ، فما تصل إلى في أحدهم حتّى يبدّل الله مكانها أخرى(١).
قال تعالى : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٥٥).
قال : (فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ) : أي قصر طرفهنّ على أزواجهنّ لا يردن غيرهم (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ) : أي لم يمسسهنّ قبل أزواجهنّ في الجنّة بعد خلق الله إيّاهنّ وفي الخلق الثاني (إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) (٥٦) : يعني من كان من المؤمنات من نساء الدنيا.
ذكروا عن الحسن أنّ امرأة من عمّات النبيّ عليهالسلام قالت : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني معك في الجنّة فقال : يا عمّه : إنّ الجنّة لا يدخلها عجوز ، ففزعت من ذلك ، فقال : إنّ الله جعلهنّ شوابّ أبكارا (٢).
ذكروا عن الحسن أنّ منهنّ من كان في الدنيا عجوزا رمصاء (٣) فجعلهن الله شواب أبكارا. قال : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٥٧).
قال : (كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ) (٥٨) : يريد صفاء الياقوت في بياض المرجان.
ذكر بعضهم قال : إنّ المرأة لتكون من أهل الجنّة يكون عليها تسعون حلّة وإنّه ليرى مخّ ساقها من وراء ذلك كما يبدو الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء. قال بعضهم : ذلك مثل الخيط في النظام لا يغيبه النظام. ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : أوّل زمرة تدخل الجنّة على صورة القمر ليلة البدر ، ثمّ الذين يلونهم كأضوإ نجم في السماء ، أضاءت قلوبهم على قلب واحد ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض. لكلّ امرئ منهم زوجتان ، يرى مخّ ساقها من وراء لحمها ، يسبّحون الله بكرة وعشيّا ، آنيتهم الذهب والفضّة ، وزاد فيه بعضهم : وقود مجامرهم الألوّة (٤). والألوّة : العود
__________________
(١) انظر الإشارة إليه فيما مضى قريبا في هذا الجزء ، تفسير الآية ٢٢ من سورة الطور.
(٢) أخرجه مجاهد في تفسيره ، ص ٦٤٨. عن الحسن مرسلا. وأخرجه الترمذيّ في الشمائل ، من حديث الحسن كذلك ، وفي سنده المبارك بن فضالة ، وهر مدلّس.
(٣) الرمصاء : التي في عينها رمص ، وهو القذى الذي يجتمع في العين ، وقيل : الذي يسيل منها. انظر اللسان (رمص) و (غمص).
(٤) في ق وع : «اللؤلؤة» ، وفي الكلمة تصحيف صوابه : اللّوّة ، والألؤة. انظر اللسان : (لوى).