ذكروا عن سعيد بن جبير قال : جذع نخل الجنّة ذهب أحمر ، وكربها زبرجد أخضر ، وشماريخها درّ أبيض ، وسعفها الحلل ، ورطبها أشدّ بياضا من الفضّة ، وأحلى من العسل وألين من الزبد ، ليس في شيء منه عجم (١). طول العذق اثنا عشر ذراعا ، منضود من أعلاه إلى أسفله ، أمثال القلل ، لا يؤخذ منه شيء إلّا أعاده الله كما كان.
ذكروا عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال : نخل الجنّة لميك (٢) ما بين أصلها إلى فرعها ، وتمرها كالقلال. كلّما نزعت تمرة عادت تمرة أخرى ، وأنهارها تجري في غير خدود ، والعنقود منها اثنا عشر ذراعا.
ذكروا عن أبي سعيد الخدريّ أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكر في حديث ليلة أسري به قال : ثمّ أعطيت الكوثر ، فسلكته حتّى انفجر بي في الجنّة ، فإذا الرمّانة من رمّانها مثل جلد البعير المقتب (٣).
ذكروا عن الحسن عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : في كلّ رمّانة من رمّان الدنيا حبّة من رمّان الجنّة ، أحسبه قال : لا يأكلها المنافق (٤). قال تعالى : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٦٩).
قال : (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) (٧٠) : يعني النساء ، الواحدة منهنّ خيرة. (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٧١). قال : (حُورٌ) : يعني بيض ، في تفسير العامّة. وتفسير مجاهد : (حُورٌ) أي يحار فيهنّ النظر ، وينظر الناظر إلى وجهه في جيدهنّ. قوله عزوجل : (مَقْصُوراتٌ) : أي محبوسات (فِي الْخِيامِ) (٧٢).
ذكروا عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : الخيمة درّة مجوّفة ، فرسخ في فرسخ ، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب ، على كلّ مصراع وصيف قائم.
ذكروا عن أبي موسى الأشعريّ قال : إنّ رجلا من أهل الجنّة لتكون له الخيمة طولها في
__________________
(١) عجم ، هو النوى ، نوى التمر والنبق والرمّان.
(٢) كذا جاءت الكلمة في ع «لميك» ، وفي ق : «تصيك» ، ولم أهتد لما فيها من تصحيف.
(٣) انظر الإشارة إليه في ج ٢ ، تفسير الآية ٣٥ من سورة الرعد ، وتفسير الآية الأولى من سورة الإسراء ، في أحاديث الإسراء والمعراج. وأخرجه ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدريّ ، كما في الدرّ المنثور ، ج ٦ ص ١٥٠.
(٤) رواه ابن عبّاس مرفوعا ، وليس فيه الجملة الأخيرة ، كما في الدرّ المنثور ، ج ٦ ص ١٥٠.