(وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ) : أي إذا أعطي المال (مَنُوعاً) (٢١) : أي يمنع حقّ الله فيه. وذلك من المشرك والمنافق ضجر.
ثمّ استثنى المؤمنين من الناس فقال : (إِلَّا الْمُصَلِّينَ) (٢٢) : يعني المسلمين (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) (٢٣) : أي يديمون عليها في تفسير الحسن. وقال الحسن : يقومون على مواقيتها. وهو واحد. وقال بعضهم : (دائِمُونَ) أي : لا يلتفتون.
قال : (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ) (٢٤) : تفسير الحسن : هي الزكاة المفروضة. (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) (٢٥) : تفسير الحسن : السائل : المسكين الذي يسأل عند الحاجة ، ثمّ يكفّ عن المسألة حتّى ينفد ما في يده. قال : والمحروم : الفقير الذي لا يسأل على حال ، فحرم أن يعطى عن المسألة كما يعطى السائل ، [وإذا أعطي شيئا قبل] (١).
ذكروا عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنّ المسكين ليس بالطوّاف الذي تردّه التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان ، ولكنّ المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ، ولا يسأل الناس إلحافا (٢).
ذكروا عن ابن عبّاس قال : المحروم المحارف الذي لا سهم له في الغنيمة.
ذكروا عن بعضهم قالوا : هم أصحاب صفّة مسجد النبيّ عليهالسلام ، وهم فقراء أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذين لا يستطيعون الغزو فجعل لهم يومئذ منها سهما ، ثمّ نزلت الآية التي في سورة براءة : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٦٠)
[التوبة : ٦٠] فصارت عامّة ، وهذه السورة ـ فيما بلغنا ـ مكّيّة ، وهذه الآية مدنيّة ، والله أعلم.
قال تعالى : (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) (٢٦) : أي بيوم الحساب ، أي : يوم يدين الله تعالى الناس بأعمالهم.
قال تعالى : (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) (٢٧) : أي خائفون (إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ) (٢٨) : ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : قال الله : وعزّتي لا أجمع
__________________
(١) زيادة من ز ورقة ٣٧٣.
(٢) حديث متّفق على صحّته ، انظر تخريجه فيما سلف ج ١ ، تفسير الآية ٢٧٣ من سورة البقرة.