قال : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ) : أي على حاجتهم إليه. (مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) (٨) : يعني الأسير من المشركين.
كان رسول الله يدفع الأسير إلى الرجل من المسلمين فيقول : احبس هذا عندك. فيكون عنده الليلة والليلتين. ورسول الله صلىاللهعليهوسلم مشغول بحربه ، فإذا فرغ قبلهم ؛ فكانوا يؤثرون على أنفسهم أولئك الأسارى ، فأثنى الله عليهم بذلك.
(إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) : أي ينوون هذا في أنفسهم. [تفسير مجاهد : قالوا هذا في أنفسهم ولم ينطقوا به ، فعلم الله ذلك منهم فأثنى به عليهم] (١) (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً) : أي أن تجزونا به (وَلا شُكُوراً) (٩) : أي ولا أن تشكرونا. (إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً) (١٠) : أي يخافون شرّ ذلك اليوم الذي لا انبساط فيه. والقمطرير : الشديد. والعبوس : أي تعبس فيه الوجوه. والقمطرير : الذي يقبّض ما بين الأعين. وتفسير مجاهد : العبوس بالشفتين. القمطرير : قبض الجبهة (٢).
قال : (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً) : أي في وجوههم (وَسُرُوراً) (١١) : أي في قلوبهم. قال : (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (١٢) مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ) : أي على السرر في الحجال (لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) (١٣) : الزمهرير : البرد الشديد. وقال مجاهد : البرد الذي يقطع.
ذكروا عن سعيد بن المسيّب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ليس في الجنّة ليلة تظلم ولا حرّ ولا برد يؤذيهم (٣).
__________________
ـ فأثبتّ ما جاء في ز ورقة ٣٨١ ، وهو الصواب.
(١) زيادة من ز ، ورقة ٣٨١.
(٢) قال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ٢٧٩ : «العبوس ، والقمطرير ، والقماطر ، والعصيب ، والعصبصب أشدّ ما يكون من الأيّام وأطوله في البلاء».
(٣) جاء الحديث في ز ورقة ٣٨١ بدون سند بلفظ : «ليس في الجنّة شمس ولا ليل مظلم ولا حرّ ولا برد». ولم أجد هذا الحديث فيما بين يديّ من المصادر. وأورد السيوطيّ في الدرّ المنثور ، ج ٦ ص ٣٠٠ ما يلي : «أخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال : الجنّة سجسج لا قرّ فيها ولا حرّ».