(مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً) : أي فجأة (وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (٥٥).
قال : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ) : [معناه خوف أن تقول نفس] (١) (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) : تفسير مجاهد وغيره : في أمر الله. وتفسير الحسن : في ذات الله ، أي : في الله (٢). (وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) (٥٦) : أي كنت أسخر في الدنيا بالنبيّ والمؤمنين. (أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللهَ هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (٥٧).
قال : (أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ) : أي حين تدخل العذاب (لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً) : أي إلى الدنيا (فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (٥٨) : أي من المؤمنين.
قال الله : (بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) (٥٩).
قوله : (وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (٦٠) : أي بلى ، لهم فيها مثوى يثوون فيها أبدا. والمثوى : المنزل.
قوله : (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ) : أي بمنجاتهم (لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ) : أي العذاب. (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٦١). وتفسير الحسن : (لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ) أي : النار.
قوله (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) : أي لا خالق سواه (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (٦٢) : أي حفيظ.
قوله : (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : أي مفاتيح السماوات والأرض ، في تفسير مجاهد ، وهي لغة بالفارسيّة ، وتفسير الحسن : المقاليد : المفاتيح والخزائن. وذكروا عن أبي المتوكّل الناجي قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم في مسير له فنزل منزلا (٣) ....
__________________
ـ في معنى كامل الحسن ، وليس في معنى تفضيل بعضه على بعض لأنّ جميع ما في القرآن حسن ...».
(١) زيادة من ز ، والقول لابن أبي زمنين. وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٤٢١ : «ألّا يقول أحدكم غدا ...».
(٢) وقال الزمخشريّ في الكشّاف ، ج ٤ ص ١٣٧ : «... قالوا : فرّط في جنبه وفي جانبه ، يريدون : في حقّه».
(٣) كذا ورد هذا الخبر مبتورا في ع وق ، وفي كلّ منهما بياض قدر ثلاث كلمات. انظر ما سلف في هذا التفسير ، ج ١ ، تفسير الآيتين ٢٢ و ١١٥ من سورة البقرة.