وجعلها أوتادا للأرض. قال الحسن : لمّا خلق الله الأرض جعلت تميد ، وقد فسّرنا حديثه في غير هذا الموضع بأجمعه (١).
قال عزوجل : (مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) (٣٣) : أي تستمتعون به إلى الموت. وهذا تبع للكلام الأوّل : (أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها) [للإمتاع لكم] (٢).
قال عزوجل : (فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى) (٣٤) : أي : النفخة الآخرة.
(يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى) (٣٥) : أي ما عمل ، يوم يحاسب الله الناس بأعمالهم. (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى) (٣٦).
قال تعالى : (فَأَمَّا مَنْ طَغى) (٣٧) : أي كفر (وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا) (٣٨) : أي لم يؤمن بالآخرة لقولهم : (إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ) (٣٧) [المؤمنون : ٣٧]. قال عزوجل : (فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى) (٣٩) : أي المنزل ، أي منزله.
(وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ) : أي موقفه بين يدي الله. ذكروا عن مجاهد في قوله عزوجل : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) (٤٦) [الرحمن : ٤٦] قال : من أراد ذنبا فذكر الله أنّه قائم عليه فتركه (٣). فقال هاهنا : (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى) (٤١) : أي منزله.
قوله عزوجل : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) (٤٢) : أي متى مجيئها. (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها) (٤٣) : تفسير الحسن : إنّه ليس عليك من ذكرها شيء ، أي : ليس عليك في ذلك علم متى تكون ، وقد علمت أنّها كائنة.
وقال الكلبيّ : فيم أنت من ذكراها ، أي فيم أنت من أن تسأل عنها ولم أخبرك عنها متى تجيء. قال عزوجل : (إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها) (٤٤) : أي منتهى علم مجيئها.
__________________
(١) انظر ما سلف في هذا الجزء ، تفسير الآية ٩ من سورة فصّلت.
(٢) زيادة من ز ، ورقة ٣٨٥.
(٣) كذا وردت هذه العبارة في ق وع ، ولعلّ صوابها : «فذكر أنّ الله قائم عليه ، أي يحصي عليه أعماله» ، كما جاء في بعض التفاسير.