آثار ذلك (١). (وَفِي أَنْفُسِهِمْ) أي : أخبرهم بأنّهم يموتون وتصيبهم البلايا. فكان ذلك كما قال الله عزوجل ، وأظهرهم الله عزوجل عليهم ، وابتلاهم بما ابتلاهم به ، يعني من الجوع بمكّة والسيف يوم بدر.
قال : (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٥٣) : أي شاهد على كفرهم وأعمالهم ، أي : بلى ، كفى به شهيدا عليهم.
قال : (أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ) : أي في شكّ (مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ) : أي يقولون : لا نبعث ولا نلقى الله ، (أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) : (٥٤) أي أحاط علمه بكلّ شيء.
* * *
__________________
(١) يرى المؤلّف هنا أنّ الضمير في قوله تعالى : (سَنُرِيهِمْ ، آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ) راجع إلى الكفّار في زمن الرسول عليهالسلام ، وهذا ما ذهب إليه الطبريّ ومفسّرون آخرون. ومن محقّقي المفسّرين من يرجع الضمير إلى العباد وإلى الناس كافّة ، ويجعل آيات الله في الأكوان والأبدان أعمّ من أن تنحصر في قوم معيّنين أو في أزمان معيّنة. وهذا التأويل أنسب وأليق بعموم النصّ القرآنيّ ، إذ يجعله صالحا لكلّ زمان ومكان. اقرأ كلاما ممتعا مفيدا في هذا المعنى كتبه سيّد قطب في ظلال القرآن ، ج ٢٤ ص ١٤٣ ، وانظر تفسير ابن عاشور ، ج ٢٥ ص ١٨ ـ ٢٠.