الّذي شاهد فيه بني أمية ينزون على منبره الشريف نزو القردة (١) ، وربط هذا المنام بخبر الإسراء والمعراج ، والذي جاء في صدر هذه السورة المباركة .
فأبو سفيان ، ومعاوية ، ويزيد كانوا يريدون طمس ذكر محمّد ، فكيف بذكر عليّ وآل محمّد ، والذي مرَّ عليك كلامهم (٢) .
وحكى الأبشيهي في ( المستطرف في كلّ فنّ مستظرف ) عن الإمام [ علي بن ] الحسين أنّه دخل يوماً على يزيد بن معاوية ، فجعل يزيد يفتخر ويقول : نحن ونحن ، ولنا من الفخر والشرف كذا وكذا ، و [ علي ابن ] الحسين ساكت ، فأذّن المؤذّن ، فلمّا قال : أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، قال [ علي بن ] الحسين : يا يزيد جَدُّ من هذا ؟ فخجل يزيد ولم يردَّ جواباً (٣) .
وروى صاحب الأغاني بسنده إلى يحيى بن سليمان بن الحسين العلوي ، قال :
كانت سكينة في مأتم فيه بنتٌ لعثمان ، فقالت بنتُ عثمان : أنا بنت الشهيد ، فسكتت سكينة ، فلمّا قال المؤذّن : أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، قالت سكينة : هذا أبي أو أبوكِ ؟
__________________
(١) مسند أبي يعلى ١١ : ٣٤٨ / ح ٦٤٦١ ، المطالب العالية ١٨ : ٢٧٩ ، مجمع الزوائد ٥ : ٢٤٤ ، تاريخ الخلفاء ١ : ١٣ . . . وغيره .
(٢) انظر كلام أبي سفيان في قصص الأنبياء للراوندي : ٢٩٣ بالإسناد عن الصدوق ، جاء فيه ، قال ابن عباس : لقد كنا في محفل فيه أبو سفيان وقد كف بصره ، وفينا علي عليهالسلام فأذن المؤذن ، فلما قال أشهد أن محمّداً رسول الله صلىاللهعليهوآله قال أبو سفيان : ههنا من يحتشم ؟ قال واحد من القوم : لا ، فقال : لله در أخي بني هاشم أنظروا اين وضع اسمه ، فقال علي عليهالسلام : أسخن الله عينك يا ابا سفيان ، الله فعل ذلك بقوله عزّ من قائل : ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) ، فقال أبو سفيان : أسخن الله عين من قال لي : ليس ههنا من يحتشم ، وعنه في بحار الأنوار ٣١ : ٥٢٣ ، وكلام معاوية في الموفّقيات للزبير بين بكار : ٥٧٦ ، وعنه في كشف الغمة ٢ : ٤٦ ، وشرح النهج ٥ : ١٣٠ ، ومروج الذهب ٣ : ٤٥٤ .
(٣) المستطرف في كل فنّ مستظرف ١ : ٢٨٩ / باب في الفخر والمفاخرة .