إنّ اليـهـودَ بـحبّـها لنـبيِّـها |
|
أمنت بوائِـقَ دهـرها الخـوَّانِ |
وكذا النصارى حُبَّهُـم لنـبيِّهم |
|
يـمشونَ زهواً في قرى نجرانِ |
والمسلمونَ بِـحُبِّ آلِ نـبيِّـهم |
|
يُرْمَـونَ في الآفاق بـالنيرانِ (١) |
هذا من جهة .
ومن جهة أخرى فإنّ بني أميّة ـ وكما قلنا ـ سعوا لتحريف اُمور كثيرة في الأذان ، وقد وقفت على بعضها ، وكان الطالبيون لا يستطيعون الجهر بالحيعلة الثالثة من على المآذن في عهدهم ، فكيف بالشهادة الثالثة ؟ !
لذلك اكتفوا ـ عند عدم المانع أيضاً ـ بالإجهار بـ « حيّ على خير العمل » الحاملة لمعنى الولاية ، وفي حالات خاصّة كانت تفتح بجمل دالّة عليها ؛ إن أمنوا من مكر السلطان ، أو إذا أرادو إظهار فضل آل البيت ، أو التصريح بموقفهم السياسي والعقائدي في الخلافة .
فـ « حيّ على خير العمل » و « محمّد وعليّ خير البشر » و « محمّد وآل محمّد خير البرية » وأمثالها كانت شعارات دالة على الاعتقاد بولاية عليّ وأهل البيت ، يستعينون بها في الأذان وغيره لإظهار أحقيّة (٢) وفضل علي واولاده المعصومين فإنّهم كانوا يقولون بها ، لأنّهم قد وقفوا على شرعيّتها من قبل أئمتهم .
إنّ الحيعلة الثالثة كانت تقال على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد فُتح مدلولها بالفعل من قبل بعض الصحابة ، لكنّ فتحها لم يكن حالة سائدة وشعاراً لكل الشيعة في جميع الأصقاع ، بل كان يقولها بعض الخُلّص من الصحابة العارفين بمكانة أهل البيت التي أنزلهم الله فيها .
وإنّ الإمام الكاظم بقوله آنف الذكر أراد الإشارة إلى هذه الحقيقة الشرعية
__________________
(١) انظر ديوان دعبل الخزاعي : ١٧٣ ، وروضة الواعظين : ٢٥١ .
(٢) كما في التأذين بـ « حيّ على خير العمل » في ثورة صاحب فخ .