من الجنة ، وتقبّل شـفاعته في أمّـته » (١) . وهذه هي نفس العبائر التي جاءت في المهذب (٢) لابن البراج . وكلها تشير إلى أنّها ذِكْر وليست جزءاً .
وعلاوةً على ما تقدّم يمكننا القول بأنّ ابن البرّاج قال بذلك لعلمه بأن « حي على خير العمل » معناها الولاية ، ويجوز تفسيرها بجمل دالّة عليها تدعو لها وتحث عليها حسبما اتّضح في الدليل الكنائي ، كمحمّد وآل محمّد خير البرية ، لأنّه قيّد الاستحباب للمؤذّن والمقيم لا للسامع ، لأنّ النداء وظيفة المؤذّن ويتلوه المقيم .
إنّ الصيغة التي أفتى بها ابن البرّاج : « آل محمّد خير البرية » هي إحدى الصـيغ الثلاث التي قالها الشـيخ الطوسي وغيره من الأعلام بعد الصدوق .
فابن البراج قال بشرعية « آل محمّد خير البرية ، مرتين » حين الحيعلة وفي نفسه ومن باب الذكر .
والسيّد المرتضى ذهب إلى شرعية « محمّد وعلي خير البشر » .
والشيخ الطوسي أشار إلى الصيغ الثلاث التي جاء بها الصدوق في الفقيه .
ففي « النهاية » أشار إلى صيغتين منها : ١ ـ أشهد أنّ علياً وليّ الله ، ٢ ـ آل محمّد خير البرية .
وفي « المبسوط » أكّد على وجود أشهد أنّ علياً أمير المؤمنين وآل محمّد خير البرية في شواذّ الأخبار .
فالسيّد المرتضى وضّح جواز الشهادة بالولاية لأهل الموصل في العراق ، وقد يكون الشيخ الطوسي أشار في كلامه إلى تأذين أهل بغداد وحواليها بالشهادات الثلاث ، وفي كلام ابن البرّاج إشارة إلى تأذين أهل حلب وضواحيها بصيغة « محمّد وآل محمّد خير البرية » وقد يمكن أن نقول ان شيعة حلب اذنوا بذلك تبعاً
__________________
(١) ذكرى الشيعة ٣ : ٢٤١ .
(٢) المهذب لابن البراج ١ : ٩٠ / من باب الأذان والإقامة واحكامها .