الإمام علي ، أو اعتقادنا بخيانة الامين جبرئيل في انزال الوحي ، فكل هذه الامور تدعونا للجهر بالولاية لعلي دفعاً لاتهامات المتهمين وافتراءات المفترين ، ولما في ذكر علي من مصلحة قطعية .
وعليه فالأذان ليس اعلاماً للصلاة ودخول الوقت فقط ، بل هو كذلك شعار وعلامة لحقائق الإسلام والإيمان ، كما جاء في معنى ( حي على خير العمل ) ، وما جاء في رواية سنان بن طريف بأن الله امر منادياً ان ينادي ، وفي الروايات القائلة بأنّ الاعمال لا تقبل إلّا بالولاية ، وما جاء في علي أنّه الأذان يوم الحج الأكبر وغيرها ؛ فقد روى حكيم بن جبير ، عن علي بن الحسين عليهالسلام في قوله تعالى : ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) قال : الأذان أمير المؤمنين (١) .
وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ الله سمّى عليّاً من السماء أَذانا ، لأنّه الذي أدّى عن رسول الله براءةَ : أنّه اسم نَحَلَهُ الله من السماء إلى عليّ (٢) .
وجاء عن علي عليهالسلام أنّه قال : وكنت أنا الأذان في الناس (٣) ، وفي آخر : أنا المؤذّن في الدنيا والآخرة (٤) .
إذن فالإمام علي هو عين الدين والاعلام الحقيقي له ، كما أنّه هو نفس الرّسول في آية المباهلة ( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) ونرى هذه العينية تنطبق في إبلاغ سورة براءة ، فقد قال رسول الله لأبي بكر حينما سأله عن سرّ ارجاعه عن تبليغ سورة براءة بقوله : قيل لي : إنّه لا يبلّغ عنك إلّا أنت أو رجل منك (٥) .
__________________
(١) تفسير القمّي ١ : ٢٨٢ .
(٢) انظر معاني الاخبار : ٢٩٨ / باب معنى الأذان من الله ورسوله / ح ٢ .
(٣) علل الشرائع ٢ : ٤٤٢ / الباب ١٨٨ / ح ١ .
(٤) معاني الأخبار : ٥٩ ، في خطبة خطبها عليهالسلام في الكوفة بعد منصرفه في النهروان .
(٥) انظر الخصال : ٣٦٩ ، ٥٥٨ ، ٥٧٨ ، المسترشد : ٣٠٢ .