[٤٨ ـ ٥٣] (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ (٤٩) وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (٥٠) وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢))
(وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ) بحشرها في صور وجوهها إلى الأرض وتسخيرها في قهر الملكوت الأرضية فيقهرها في أنواع العذاب ويعذبها بنيران الحرمان يقال لهم : (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ وَما أَمْرُنا إِلَّا) كلمة (واحِدَةٌ) أي : تعلق المشيئة الأزلية الموجبة لوجود كل شيء في زمان معين على وجه معلوم ثابت في لوح القدرية المسمى في الشرع : كن ، فيجب وجوده في ذلك الزمان على ذلك الوجه دفعة (فِي الزُّبُرِ) أي : ألواح النفوس.
[٥٤ ـ ٥٥] (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥))
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ) على الإطلاق (فِي جَنَّاتٍ) من مراتب الجنان الثلاث عالية رفيعة (وَنَهَرٍ) علوم مرتبة بحسب مراتب الجنان المذكورة (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ) أي : خير وأي خير هو مقام الوحدة (عِنْدَ مَلِيكٍ) في حضرة الأسماء حال البقاء بعد الفناء ومقام الفرق بين الذات والصفات كائنين بالذات في مقعد صدق وبالصفات عند مليك مدبر مملكة الوجود على حسب الحكمة ومقتضى العناية على أحسن وجه وأتمّ نظام (مُقْتَدِرٍ) يقدر على تصريف جميع ما في ملكه على حكم مشيئته وتسخيره على مقتضى إرادته لا يمتنع عليه شيء.