[٧٥ ـ ٧٦] (فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦))
(فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) أي : أوقات اتصال النفس المحمدية المقدّسة بروح القدس وهي أوقات وقوع نجوم القرآن إليه ، فيا لها أوقاتا شريفة واتصالات نورية ، أو مساقط النجوم وهي أوقات غيبته عن الحواس وأفول حواسه في مغرب الجسد عند تعطيلها بانغماس سرّه في الغيب وانخراطه في سلك القدس بل غيبته في الحق واستغراقه في الوحدة (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) وأنى يعلمون ، وأين هم وعلم ذلك؟!.
[٧٧ ـ ٨٠] (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨٠))
(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) أي : علم مجموع له كرم وشرف قديم وقدر رفيع (فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ) هو قلبه المكنون في الغيب عن الحواس وما عدا المقرّبين من الملائكة المطهرين لأن العقل القرآني مودع فيه كما قال عيسى عليهالسلام : «لا تقولوا العلم في السماء من ينزل به ، ولا في تخوم الأرض من يصعد به ، ولا من وراء البحار من يعبر ويأتي به ، بل العلم مجعول في قلوبكم تأدّبوا بين يدي الله بآداب الروحانيين يظهر عليكم» ، أو الروح الأول الذي هو محل القضاء ومأوى الروح المحمدي ، بل هو هو (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) من الأرواح المجرّدة المطهرة عن دنس الطبائع ولوث تعلق المواد (تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) لأن علمه ظهر على المظهر المحمدي فهو منزل منه على مدرجته منجما.
[٨١ ـ ٨٢] (أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢))
(أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ) متهاونون ولا تبالون به ولا تتصلبون في القيام بحقه وفهم معناه كمن يلين جانبه ويداهن في الأمر تساهلا وتهاونا به (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) أي : قوتكم القلبي ورزقكم الحقيقي تكذيبه لاحتجابكم بعلومكم وإنكاركم ما ليس من جنسه كإنكار رجل جاهل ما يخالف اعتقاده كأن علمه نفس تكذيبه ، أو رزقكم الصوري أي : لمداومتكم على التكذيب كأنكم تجعلون التكذيب غذاءكم كما تقول للمواظب على الكذب : الكذب غداؤه.
[٨٣ ـ ٨٧] (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٨٧))
(فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) أي : فلولا ترجعون الروح عند بلوغها الحلقوم (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في أنكم غير مسوسين مربوبين مقهورين يعني أنكم مجبرون عاجزون تحت قهر