والهيئات النورية الحاصلة من هياكل الطاعات والعبادات يحفظونه من تخبيط الجنّ وخلط كلامهم من الوساوس والأوهام والخيالات بمعارفها اليقينية ومعانيها القدسية والواردات الغيبية والكشوف الحقيقية.
[٢٨] (لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (٢٨))
(لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا) ليظهر علمه تعالى في مظاهر الرسل مما كان مكنونا في استعدادهم فيكملوا ويكملوا بما أمكنهم حمله من رسالاته وإبلاغه (وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ) من العقل الفرقاني والمعاني المكنونة في فطرتهم أزلا فأظهرها (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ) أي : ضبط كل شيء بالعقل الفرقاني وإبراز الكمال التام جملة وتفصيلا كليا وجزئيا ، أو ضبط عدد كل شيء مطلقا في القضاء والقدر كليا وجزئيا ، والله تعالى أعلم.