[٣٢ ـ ٣٤] (إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (٣٢) كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (٣٣) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٣٤))
(إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ) الدواعي العظيمة والتمنيات الباطلة كالجبال النارية مع الحرمان عن المتمنيات.
[٣٥ ـ ٣٧] (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (٣٥) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (٣٦) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٣٧))
(هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) لفقدان آلات النطق وعدم الإذن فيه بالختم على الأفواه فلا يعتذرون لأنهم لا يتمكنون من الاعتذار وذلك اليوم يوم طويل لا نهاية لطوله والمواقف فيه مختلفة ففي بعض المواقف لا ينطقون وفي بعضها يمكنهم النطق.
[٣٨ ـ ٤٠] (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (٣٨) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (٣٩) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٠))
(هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ) بالحشر العامّ في عين جمع الوجود مع الأولين ثم فرّقنا بين السعداء منكم والأشقياء أو فصلنا بينكم بتمييزكم من السعداء وجمعناكم مع الأولين من الأشقياء المتوفين قبلكم في النار (فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ) تعجيز لهم وبيان لمقهوريتهم وعدم حيلتهم في رفع العذاب.
[٤١] (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (٤١))
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ) المتزكين عن صفات النفوس وهيئات الأعمال المتجردين عنها (فِي ظِلالٍ) من الصفات الإلهية (وَعُيُونٍ) من العلوم والمعارف والحكم والحقائق المستفادة من تجلياتها.
[٤٢ ـ ٤٣] (وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٤٢) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣))
(وَفَواكِهَ) من لذات المحبات والمدركات (مِمَّا يَشْتَهُونَ) على حسب إرادتهم مقولا لهم (كُلُوا وَاشْرَبُوا) أي : كلوا من تلك الفواكه واشربوا من تلك العيون أكلا هنيئا وشربا هنيئا سائغا رافها (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) من الأعمال الزكية والرياضات القلبية والقالبية.
[٤٤ ـ ٤٧] (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٤٤) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٥) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (٤٦) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٧))
(إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) الذين يعبدون الله في مقام مشاهدة الصفات والذات من ورائهالقوله : «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه».
[٤٨] (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (٤٨))
(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا) انخفضوا واخشعوا بالانكسار وتواضعوا لقبول الفيض بترك التجبر والاستكبار لا يقبلون ولا ينقادون وذلك إجرامهم الموجب لهلاكهم.