[١٠] (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (١٠))
(إِنَ) المحجوبين (الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) من قلوب أهل الشهود ونفوسهم بالإنكار والاحتقار (ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا) أي : بقوا في الحجاب ولم يستبصروا فيرجعوا (فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ) أي : من تأثيرنا والطبيعة السفلية (وَلَهُمْ عَذابُ) حريق القهر من نار الصفات فوق نار الآثار وذلك لشوقهم عند خراب البدن إلى أنوار الصفات في عالم القدس وحرمانهم وطردهم بقهر الحق فعذبوا بالنارين جميعا.
[١١] (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (١١))
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) الإيمان العيني الحقيّ (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) في مقام الاستقامة من الأفعال الإلهية المقتضية لتكميل الخلق وضبط النظام (لَهُمْ جَنَّاتٌ) من الجنان الثلاث (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) أنهار علوم توحيد الأفعال والصفات والذات وأحكام تجلياتها (ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) التامّ الذي لا فوز أكبر منه.
[١٢ ـ ١٦] (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (١٢) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (١٣) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٦))
(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ) بالقهر الحقيقي والإفناء (لَشَدِيدٌ) لا يبقي بقية ولا أثرا (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ) البطش (وَيُعِيدُ) أي : يكرره ، يبدئ أولا بإفناء الأفعال ثم يعيد بإفناء الصفات ثم بالذات (وَهُوَ الْغَفُورُ) يستر ذنوب وجودات المحبين وبقاياهم بنوره (الْوَدُودُ) للمحبوبين بإيصالهم إلى جنابه وتنعيمهم وإكرامهم بكمالاته من غير رياضة (ذُو الْعَرْشِ) أي : المستوي على عرش قلوب أحبائه من العرفاء (الْمَجِيدُ) ذو العظمة المتجلي بصفات الكمال من الجمال والجلال (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) على مظاهرهم لاستقامتهم فيختارون اختياره في أفعالهم أو يحجب من يريد بجلاله كالمنكرين ويتجلى لمن يريد بجماله كالعارفين.
[١٧ ـ ٢٢] (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (١٨) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩) وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١))
(فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ) المحجوبين إما بالأنائية كفرعون ومن يدين بدينه أو بالآثار والأغيار كثمود ومن يتصل بهم (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) حجبوا مطلقا في أي مقام كان وبأي شيء كان (فِي تَكْذِيبٍ) لأهل الحق لوقوفهم مع حالهم (وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ) فوق حالهم وحجابهم