النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ (٦٧) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (٦٨) وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (٦٩)
المفردات :
(الْفُلْكِ) : السفينة في البحر (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) : صادقين في نياتهم (حَرَماً آمِناً) : حرما ذا أمن وطمأنينة (مَثْوىً) : مأوى ومستقر (يُتَخَطَّفُ) الخطف : الأخذ بسرعة ، والمراد : يقتل بعضهم بعضا بسرعة ويسبى بعضهم بعضا (أَظْلَمُ) الظلم : وضع الشيء في غير موضعه.
المعنى :
هذه الحياة الدنيا التي هي لهو ولعب هي السبب في كفر هؤلاء وشركهم وذلك أنه إذا انقطع رجاؤهم من الدنيا بسبب من الأسباب كأن ركبوا في الفلك واضطرب البحر وعصفت الريح ، وتيقنوا الغرق ، إذا حصل هذا رجعوا إلى الفطرة الشاهدة بالتوحيد ، ودعوا الله مخلصين له النية ، صادقين بحسب الظاهر في الدعاء ، وفي الحقيقة قلوبهم مشحونة بالشرك بدليل أنه إذا نجاهم إلى البر عادوا إلى ما كانوا عليه من حب الدنيا وأشركوا (فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ).
وكانت العاقبة أنهم كفروا بالله ، وبما آتاهم من نعمه ، وبما حباهم من فضل ، لتكون عاقبتهم أيضا أنهم يتمتعون في الدنيا متاعا هم مهددون فيه بالفقر والمرض والموت ، وفي الآخرة سوف يعلمون عاقبة ذلك كله لأنهم سيجازون الجزاء الأوفى على أعمالهم.
عجبا لهؤلاء! يدعون الله مخلصين له الدين إذا كانوا في حال شديدة من الخوف والاضطراب ، وعندئذ يضلون عن الأصنام والأوثان ، فإذا أمنوا على أنفسهم وزال