يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً (٥٣) إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٥٤) لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ وَلا إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَلا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَلا نِسائِهِنَّ وَلا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (٥٥)
المفردات :
(إِناهُ) : منتظرين نضجه ، وأصل الكلمة من : أنى الشيء يأنى إناه : إذا حان إدراكه ، وفي شرح القاموس : (أنى) بمعنى أدرك وبلغ. (فَانْتَشِرُوا) : اذهبوا حيث شئتم وتفرقوا. (مَتاعاً) المراد : ما يحتاج إليه وينتفع به من سائر المرافق.
هذه الآيات تضمنت أمرين مهمين :
أولهما : الآداب العامة عند الطعام والجلوس له.
ثانيهما : الحجاب وعدم الاختلاط ، وقد نزلت الآيات في بيت النبي ، ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
أما الأمر الأول : فالجمهور من المفسرين على أن سبب النزول هو : لما تزوج النبي من زينب بنت جحش أولم عليها ودعا الناس ، فلما طعموا جلس بعض الناس يتحدثون في بيت رسول الله ، وزوجته مولية وجهها إلى الحائط ـ إذ البيت عبارة عن حجرة واحدة ـ فثقلوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال أنس بن مالك : فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فخرج