الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٦) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (٧) أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ (٨) أَفَلَمْ يَرَوْا إِلى ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (٩)
المفردات :
(يَلِجُ) : يدخل فيها (يَعْرُجُ فِيها) : يصعد فيها (لا يَعْزُبُ) : لا يغيب (مُعاجِزِينَ) : عاجزه وأعجزه : سبقه وغالبه (مُزِّقْتُمْ) : قطعتم قطعا صغيرة (نَخْسِفْ) خسف المكان : ذهب في الأرض ، وخسف به الأرض غاب به فيها (كِسَفاً) جمع كسفة : وهي القطعة (مُنِيبٍ) : راجع إلى ربه.
وهذا افتتاح لسورة سبأ وهي سورة مكية عنيت بإثبات البعث والرد على منكريه ، كما ذكرنا.
المقصود من هذه الآيات إثبات البعث ، وقدم له الحق ـ تبارك وتعالى ـ بمقدمة غاية في الدقة ، ونهاية في الحسن والجمال ، إذ نعم الله تنحصر في الجملة في نعمتين : نعمة الإيجاد والإبقاء في الدنيا ، ونعمة الإعادة والدوام في الآخرة ، ونرى أن السورة التي بدأت بالحمد في القرآن خمس : اثنتان في النصف الأول هما الأنعام والكهف ، واثنتان في النصف الثاني هما سبأ وفاطر ، والخامسة الفاتحة وهي توضع في الأول والآخر.