الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٦) إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٧)
المفردات :
(يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ) : يلقى هذا على هذا ؛ فإن التكوير في اللغة : طرح الشيء بعضه على بعض ، ومنه كور المتاع والعمامة ، أى : ألقى بعضه على بعض (لِأَجَلٍ مُسَمًّى) : لأجل معين محدود (أَزْواجٍ) : جمع زوج وهو اسم لكل واحد معه غيره ، فإذا انفرد فهو فرد ، والمراد الذكر والأنثى (وِزْرَ) حمل.
ثبت مما تقدم في الآيات السابقة أن الله منزه عن الصاحبة والولد لأنه إله واحد قهار غالب لكل شيء. ومن كان كذلك فهو كامل القدرة غنى عن كل شيء ، وهنا بين بعض مظاهر القدرة.
المعنى :
ذلكم الله خالق كل شيء ، القادر على كل كائن حي ، المنفرد بالوحدانية والملكوت ، الغنى عن الصاحبة والولد والشريك ، الذي خلق السموات وعوالمها ، والأرض وما عليها ، خلقها بالحق الذي لا يأتيه باطل ولا عبث ولا لهو. يكور الليل على النهار ، ويكور النهار على الليل ، سبحانه وتعالى جعل الليل والنهار خلفة يخلف بعضه بعضا ، فهو يولج الليل في النهار ، ويولج النهار في الليل. فالتكوير. وجعل كل من الليل والنهار خلفة. وإيلاج زمان أحدهما في الآخر ، كل هذا بمعنى واحد. فإن هذا الليل بجحافله وهدوئه وسكونه مع الظلام الدامس. إذا طرح شيء من هذا وألقى. ثم جيء بدله بالنهار وضوئه وضجيجه وشمسه وحره. فيه ما فيه من دلائل العظمة وكمال