لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (٣٩)
المفردات :
(ضُرٌّ) المراد : شدة وبلاء (سُلْطاناً) : حجة قوية تتسلط عليهم (يَقْنَطُونَ) القنوط : اليأس من رحمة الله (يَبْسُطُ) : يوسع (يَقْدِرُ) : يضيق (وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً) المراد : ما فعلتم من ربا وجئتم به (الْمُضْعِفُونَ) مأخوذ من أضعف : إذا صار ذا قوة ويسار.
المعنى :
لما بين الله ـ سبحانه وتعالى ـ التوحيد بالآيات والأدلة وضرب الأمثال ، وأبان أن الإسلام والتوحيد دين الفطرة السليمة والطبيعة الكريمة بين هنا أن حالة الناس مع هذا عجب ؛ فهم في الشدة والضيق يلجئون للواحد القهار ، وفي الغنى والرخاء يتجهون لآلهتهم من أنصاب وأوثان.
إذا مس الناس ـ وبخاصة المشركين ـ ضر أو شدة من مرض أو قحط أو أزمة من الأزمات دعوا ربهم مقبلين عليه ، وضل عنهم ما كانوا يعبدون ، ثم إذا أذاقهم ـ ولو قليلا ـ بدل العذاب والضر رحمة ، إذا فريق منهم بربهم يشركون ، يا عجبا لكم أفي الشدة والضراء لا تتجهون إلا إلى الله ، وفي السراء والرخاء تنسون أنفسكم ، وتشركون بربكم؟! والله إن أمركم لعجب!! يشركون ليكون إشراكهم كفرا بنعمة الإنقاذ من الضر والشدة ، وإذا كان الأمر كذلك فتمتعوا أيها المشركون فسوف تعلمون عاقبة ذلك ، وهذا الأمر في قوله : (فَتَمَتَّعُوا) للتهديد ، نظير قوله : اعملوا ما شئتم! بل أنزلنا عليهم سلطانا وحجة قوية على ما يفعلون؟! فهو يتكلم بما كانوا يشركون ، وإسناد الكلام إلى السلطان كقولك : إن كتابك ينطق بكذا ، وهذه الآية تفيد تأكيد