المفردات :
(يَتَحاجُّونَ) : يتخاصمون ويتجادلون (تَبَعاً) : جمع تابع ، كخدم جمع خادم ، وقيل : هي نفس التبع (مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً) : حاملون عنا جزءا من العذاب (ضَلالٍ) : هلاك وخسران (الْأَشْهادُ) : جمع شهيد.
المعنى :
واذكر يا محمد لقومك لعلهم يتعظون : وقت خصام الكفار ومجادلة بعضهم لبعض ، فيقول الضعفاء الأتباع للذين استكبروا بغير حق وادعوا الرياسة بالباطل والظلم : أيها المتبوعون. إنا كنا لكم تبعا وخدما ، وأنتم قدمتمونا إلى الضلال والفساد ، ولولاكم ما وقعنا في الإثم والشرك ، فهل أنتم متحملون عنا جزءا من عذاب النار؟!
قال الذين استكبروا للمستضعفين : إنا كل في جهنم فلو قدرنا على دفع شيء من العذاب لدفعنا عن أنفسنا ، إن الله قد حكم بين العباد حكمه العدل ، ولكل نفس ما كسبت لا ظلم اليوم. وكلنا نستحق ما نحن فيه.
ولما يئسوا من دعائهم سادتهم وقادتهم اتجهوا إلى خزنة جهنم يطلبون منهم أن يسألوا ربهم التخفيف ، ولو بمقدار يوم من أيام الدنيا ، وقالوا لخزنة جهنم : ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب فرد عليهم الخزنة : ألم تنبهوا على هذا ولم تك تأتيكم رسلكم في الدنيا بالحجج الواضحة التي تحذركم سوء عاقبتكم وغاية ما كنتم عليه من الكفر والمعاصي؟
(أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) (١) والمراد بذلك توبيخهم وإلزامهم الحجة. قالوا ـ أى الذين في النار ـ : بلى قد جاءتنا من عند ربنا رسله فكذبنا وقلنا : ما نزل الله من شيء ، ما أنتم أيها الرسل إلا في ضلال كبير.
قالت الملائكة : إذا كان الأمر كذلك فادعوا أنتم ، وما دعاء أمثالكم من الكفار إلا في ضلال وخسران.
__________________
١ ـ سورة الزمر آية ٧١.