(٦٣) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٦٤) هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٦٥)
المفردات :
(سُلْطانٍ) : حجة وبرهان (كِبْرٌ) : تكبر وتعاظم (لا رَيْبَ فِيها) : لا شك (ادْعُونِي) : اعبدوني (داخِرِينَ) : صاغرين أذلاء (تُؤْفَكُونَ) أفك إفكا : كذب ، والإفك : الكذب ، وأفكه عنه يأكفه أفكا : صرفه وقلبه ، وعليه قوله تعالى : (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا). (قَراراً) : مستقرا (بِناءً) أى : قبة ومنه أبنية العرب لقبابهم التي تضرب.
وهذا رجوع إلى الأصل الأول الذي بنيت عليه السورة وهو مناقشة المجادلين في آيات الله بالباطل ، مع التعرض لإثبات البعث ، والكلام على صفات الله ونعمه على الناس.
المعنى :
إن الذين يجادلون في آيات الله ودلائله التي نصبها دالة على الوحدانية وصدق الرسل ، بغير سلطان ولا حجة تؤيد كلامهم : إن الذين يجادلون في آيات الله بغير حجة ولا برهان ما في قلوبهم إلا كبر وتعظم عن الحق والتفكير الحر ، فهم قوم يريدون الرياسة والتعاظم لأنفسهم حسدا وبغيا حيث قالوا : (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزخرف ٣١](لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ) [الأحقاف ١١] ولذلك يجادلون في آيات الله.