كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (٤٤) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٤٥)
المفردات :
(الْفَسادُ) : الجدب ، وأخذ المال ظلما ، والمفسدة : ضد المصلحة (يَرْجِعُونَ) : يثوبون إلى رشدهم ويؤمنون بربهم (لا مَرَدَّ لَهُ) : لا راد له ولا نافع منه. (يَصَّدَّعُونَ) : يتفرقون (يَمْهَدُونَ) : يوطئون ؛ لأنهم جعلوا لها فراشا ومسكنا وقرارا.
المعنى :
الله الذي لا إله إلا هو ، ولا معبود بحق في الوجود سواه ، هو الذي خلقكم على ما ترون من كمال الخلقة ، وحسن الهيئة ، وشرف الوضع والنظام (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) خلقكم ثم رزقكم بكل أنواع الرزق حيث خلق لكم ما في الأرض جميعا ، ثم بعد ذلك يميتكم إذا انتهى أجلكم ، ثم يحييكم ليأخذ كلّ جزاءه وافيا ، ومن قدر على بدء الخلق فهو القادر على الإعادة ، هل من شركائكم من يستطيع أن يفعل شيئا من ذلك؟! لا وأيم الحق إنها عاجزة عن دفع الذباب عن نفسها.
سبحانه وتنزيها له وتقديسا ، أى : نزهوه ولا تصفوه بالإشراك ، وتعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا ، فهو لا يجوز عليه شيء من ذلك.
لقد كانت الدنيا تموج بالخير ، وتسعد بالرخاء ، ويعمها الأمن والسعة ؛ لقلة الطمع في المال ، وعدم التكالب على الدنيا ـ ولعل قلة العدد لها مدخل في ذلك ـ وظل الإنسان يرفل في ثوب السعادة يعيش هنيئا حتى ظهر الحقد والحسد ، واستشرى الفساد والطمع ، وظهر في ألوان مختلفة ، وانتهى الأمر إلى الشرك بالله ، واتخاذ الآلهة من دونه ، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه ، فوقع الصراع