وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً وَسُرُراً عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ (٣٤) وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (٣٥) وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (٣٦) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧) حَتَّى إِذا جاءَنا قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (٣٨) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٩)
المفردات :
(بَراءٌ) : برىء (فَطَرَنِي) : خلقني (عَقِبِهِ) : ذريته (الْقَرْيَتَيْنِ) : هما الطائف ومكة ، والرجلان هما الوليد بن المغيرة في مكة ، وعروة بن مسعود الثقفي في الطائف (سُخْرِيًّا) أى : مسخرا لقضاء المصالح (سُقُفاً) : جمع سقف (وَمَعارِجَ) : جمع معرج وهو درج السلم (يَظْهَرُونَ) : يرتقون ويعلون على السطح (وَزُخْرُفاً) : المراد به الزينة (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ) قيل : هو الذهب خاصة (يَعْشُ) يقال عشا يعشو : إذا تعامى وتغافل ، وفي القاموس : العشا سوء البصر (نُقَيِّضْ) : نسبب له شيطانا (الْمَشْرِقَيْنِ) المراد : مشرق الشمس شرقا ومشرق القمر غربا (الْقَرِينُ) : الصاحب ، والصديق.
المعنى :
لقد تقرر في الآيات السابقة أن حب التقليد داء عضال مرض به كثير من الأمم السابقة ، وينشأ من تغلغل المادة في نفوس الناس ، وجاء الإسلام ينعى على مشركي مكة تقليدهم لآبائهم تقليد الأعمى ، وانغماسهم في المادة حتى جعلوها كل شيء ، وهنا يحكى القرآن الكريم مقالة لإبراهيم الخليل أبى العرب الأول ، حين تبرأ من دين آبائه