مَرَحاً إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (١٨) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩)
المفردات :
(الْحِكْمَةَ) : العلم النافع والعمل به ، والعقل والبصر بالأمور (أَنِ اشْكُرْ) الشكر لله : طاعته فيما أمر به (لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) الظلم : وضع الأمور في غير مواضعها (وَهْناً) الوهن : الضعف (فِصالُهُ) : ترك إرضاعه وهو الفطاعم (أَنابَ) : رجع (حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ) المراد وزن حبة خردل ، وهي مثل في الصغر (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ) الصعر : الميل ، وأصله داء يصيب البعير يلوى عنقه ، والمراد هنا لا تعرض عنهم تكبرا عليهم (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) القصد : التوسط ، والمراد توسط في المشي بين الإسراع والبطء (وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) أى : انقص منه ولا تتكلف رفع الصوت عن الحاجة.
وهذا كلام مستأنف مسوق لبيان بطلان الشرك ، وأن الحكمة في اتباع الحق الذي جاءت به الرسل ، وجاء في صورة وصية حكيم لابنه أحب الناس إليه ليكون أدعى للامتثال.
المعنى :
وتالله لقد آتينا لقمان الحكمة والعقل ، ووهبناه الفهم للأمور ، والعمل بما يعلم وهديناه إلى المعرفة الصحيحة فكان لقمان حكيما ، ولعل هذا السر وهو أن ما دعا إليه لقمان هو من دواعي الحكمة ، ومقتضيات الفطرة السليمة ، ولم يكن عن طريق النبوة ، وهذا بناء على الصحيح من أن لقمان حكيم وليس نبيا.
ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله على ما أعطاك من النعم وقم بطاعته وأدّ فرضه ، ومن يشكر الله فإنما يشكره لنفسه (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها) ومن كفر فعليه وزر كفره ، ولا تزر وازرة وزر أخرى ، وليس شكرك بنافع