إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (١٥) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٦) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٧) إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٨)
المفردات :
(آمَنَّا) الأمن : طمأنينة النفس وزوال الخوف ، وقد أخذ منه الإيمان وهو التصديق والإذعان بالحق مع الأمن ، والإسلام والاستسلام والانقياد الظاهري وترك التمرد والعناد ، وقد يكون معه إخلاص وقد لا يكون ، وفي عرف الشرع استعملهما مترادفين تارة ، أى : بمعنى واحد ؛ ومختلفين مرة أخرى كما في هذه الآية ، وكما في حديث جبريل حين سأل النبي عن الإيمان فقال : «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالبعث بعد الموت وبالحساب وبالقدر خيره وشرّه» ولما سأله عن الإسلام قال : «أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصّلاة وتؤدّى الزّكاة وتصوم رمضان». (لا يَلِتْكُمْ) لاته يليته عن كذا : صرفه عنه ، ونقصه حقه ، ولا يلتكم من أعمالكم أى ينقصكم من أعمالكم شيئا. (يَرْتابُوا) رابه : أوقعه في الشك والتهمة ، وارتاب : وقع في الشك ، ومنه قيل : ريب المنون للشك فيه من جهة وقته. (يَمُنُّونَ) المن : تعداد النعم اعتدادا بها وإظهارا لفضل صاحبها ، وأصله من المن : وهو القطع ، كأن المان قطع نظره عن الجزاء أو قطع حاجة المنعم عليه.