(حاصِباً) أى : ريحا ترميهم بالحصباء. (بِسَحَرٍ) السحر : هو ما بين آخر الليل وطلوع الفجر. (راوَدُوهُ) : أرادوا تمكينهم ممن كان أتاهم ضيفا. (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ) أى : صارت أعينهم مطموسة لا شق لها كما تطمس الريح الأعلام بما تسفى عليها من التراب.
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٣٢) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (٣٣) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (٣٥) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦) وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٧) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (٣٨) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٩) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٤٠) وَلَقَدْ جاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١) كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (٤٢))
وهذه قصص خمسة ، فيها أنباء بعض الأمم الذين جاءتهم رسلهم بالبينات فكذبوهم وآذوهم ، ثم كانت عاقبة أمرهم خسرا ، ولم يكن كفار مكة بأقوى منهم أو أشد ، فكان من الخير أن يعتبر المشركون بقصصهم ويزدجروا ، ولكنهم ما اعتبروا وما أغنتهم النذر (وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ* حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ) ، وهذا بيان وتفصيل لتلك الأنباء وتقرير لفحوى قوله : فما تغنى النذر.
ولقد بدأ القرآن بقصة نوح ، ثم عاد ، ثم ثمود ، ثم ذكر قوم لوط ، وختم بقصة فرعون.