(٣٧) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٨) فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ (٣٩) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٠) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ (٤١) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (٤٣) يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (٤٤) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٥)
المفردات :
(سَنَفْرُغُ) المراد : سنقصد لمجازاتكم أو محاسبتكم (الثَّقَلانِ) : الجن والإنس ، سميا بذلك لعظم شأنهما بسبب التكليف (شُواظٌ) : هو اللهب الذي لا دخان له (وَنُحاسٌ) : هو الدخان الذي لا لهب فيه (فَلا تَنْتَصِرانِ) : فلا تمتنعان (انْشَقَّتِ السَّماءُ) : انصدعت (كَالدِّهانِ) : جميع دهن (بِسِيماهُمْ) : علامتهم (بِالنَّواصِي) : جمع ناصية وهي مقدم الرأس (حَمِيمٍ) : ماء حار (آنٍ) قيل : إنه واد في جهنم.
المعنى :
إن الله ـ جل جلاله ـ مصدر الوجود ومنشئه ، وخالقه ومبدئه ، فالكل منه وإليه ، يسأله من في السموات والأرض بلسان الحال أو بلسان المقال سؤالا مستمرّا وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه بحيث لو تركهم لحظة واحدة لاختل النظام وانهدم الوجود ، والله جل جلاله ـ كل يوم ـ والمراد كل وقت ولحظة ـ هو في شأن من شئون خلقه ، فهو يعطى من سأل إذا شاء ويمنع من يسأل إذا شاء ، وهو ينشئ خلقا ، ويفنى آخرين ، ويرفع قوما ، ويخفض غيرهم ، وروى أن من شأنه أن يغفر ذنبا ، ويفرج كربا ، ويرفع قوما ويضع آخرين ؛ على أن شئون الإله لا يحيط بها وصف ولا يدركها حد ، فهي