تَتَذَكَّرُونَ (٤) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٥) ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (٧) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (٨) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٩)
المفردات :
(لا رَيْبَ) : لا شك (افْتَراهُ) : اختلقه (أَيَّامٍ) : جمع يوم. والعرب تطلقه على جزء من اليوم ، وقال النحاس : اليوم في اللغة بمعنى الوقت (الْعَرْشِ) : الملك (وَاسْتَوى) : بمعنى استولى (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) أى : أمر الدنيا (ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) : يرجع ويصعد (نَسْلَهُ) : ذريته ، وسميت الذرية نسلا لأنها تنسل منه ، أى : تنفصل (مَهِينٍ) أى : ضعيف ، وهو النطفة (ثُمَّ سَوَّاهُ) أى : سوى خلقة وأتمه.
المعنى :
وهذا افتتاح لسورة السجدة وهي سورة مكية كما قدمنا ، جاء افتتاحها على نسق السور المكية من الكلام على القرآن الكريم والرد على المشركين ، وذكر الآيات الكونية دليلا على وحدانية الله ، وعلى إمكان البعث ، وفي القرآن الكريم إثبات لرسالة محمد صلىاللهعليهوسلم ودليل على صدقه ، وهذه السور المكية جاءت لفتح القلوب وتنوير البصائر وتكوين النفوس.