صادقين فهلا أرجعتم نفس الميت وأنتم حاضرون ساعة خروجها من جسده (١).
ولكن البعث أمر محقق نطق به الحق ـ تبارك وتعالى ـ ومن أصدق من الله حديثا! والناس فيه ثلاثة أنواع فأما إن كان من السابقين المقربين فله روح وريحان وجنة نعيم ، وأما إن كان من أصحاب اليمين فله السلامة من العذاب لأنه من أصحاب اليمين ، أو فعليه سلام من إخوانه أصحاب اليمين ، وأما إن كان من المكذبين الضالين فله نزل من حميم يشربه بعد أكل الزقوم ـ وهذا تهكم به ـ وله تصلية جحيم واحتراق بها.
إن هذا الذي ذكر في هذه السورة وخاصة في أواخرها لهو اليقين الحق والخبر الصدق الذي لا شك فيه ولا ريب ، وإذا كان الأمر كذلك فسبح مستعينا باسم ربك العظيم ، وقدسه ونزهه عن كل نقص وعيب فتعالى الله عما يشركون!
__________________
١ ـ فلو لا بمعنى هلا ، ولو لا الثانية تأكيد له ، وإذا في قوله «فلو لا إذا» إذا ظرفية فقط ، وجواب الشرطين هو هلا ترجعونها.