مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (١٤) كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٥) كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (١٦) فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (١٧)
المفردات :
(لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ) : ليفرن من الميدان. (رَهْبَةً) : خوفا. (جُدُرٍ) : سور. (بَأْسُهُمْ) : حربهم. (جَمِيعاً) : مجتمعين. (شَتَّى) : متفرقة. (وَبالَ أَمْرِهِمْ) : عاقبة كفرهم.
وهذه هي صفات المنافقين واليهود وخلالهم التي تدعو إلى العجب بعد ذكر صفات المؤمنين على اختلاف طبقاتهم.
المعنى :
انظر ـ يا من يتأتى منه النظر ـ متعجبا إلى الذين نافقوا في إيمانهم وبعثوا إلى بنى النضير ـ كما سبقت إشارتنا إليه ، وهو ما فعله عبد الله بن أبى بن سلول ـ يقول هؤلاء المنافقون لإخوانهم الذين كفروا من اليهود ، وهم بنو النضير ، وكانوا إخوانهم في الدين والكفر والصداقة يقولون : والله لئن أخرجتم من دياركم كما يطلب محمد وصحبه منكم لنخرجن معكم ، ولا نطيع في شأنكم أحدا يمنعنا من الخروج وإن طال الزمن ، وو الله لئن قوتلتم لننصرنكم ، ولنعاوننكم على عدوكم ، ولو كانوا هم المسلمين.