هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٤)
المفردات :
(لِغَدٍ) المراد به : يوم القيامة ، أطلق عليه لقربه وتحقق وقوعه كالغد (١). (الْمَلِكُ) : المالك المتصرف في خلقه وملكه تصرفا تاما. (الْقُدُّوسُ) : البليغ في البعد عن النقص ، أو الكامل في ذاته وصفاته وأفعاله. (السَّلامُ) : ذو السلامة من كل نقص وعيب. (الْمُؤْمِنُ) : المصدق لنفسه ورسله فيما بلغوه عنه بالقول أو خلق المعجزات على أيديهم ، أو واهب الأمن لعباده. (الْمُهَيْمِنُ) : الرقيب الحافظ لكل شيء ، مأخوذ من قولهم : أمن الراعي الذئب على غنمه : إذا حفظهم حفظا كاملا من كل سوء. (الْعَزِيزُ) : الغالب ، من عز إذا غلب ، أو هو الذي لا مثل له ، من قولهم : هذا شيء عزيز أو نادر المثال. (الْجَبَّارُ) : الذي جبر خلقه على ما أراد. (الْمُتَكَبِّرُ) : البليغ الكبرياء والعظمة. (الْخالِقُ) : المقدر لخلقه على حسب ما تقتضيه حكمته. (الْبارِئُ) : الموجد لخلقه بريئا من التفاوت المخل به. (الْمُصَوِّرُ) : الموجد لصور الأشياء وكيفياتها. (الْأَسْماءُ الْحُسْنى) : الأسماء الدالة على محاسن المعاني.
ما مضى كان في الكلام على اليهود والمنافقين ، وبيان نهايتهم في الدنيا والآخرة ، ولما أتم هذا شرع في وعظ المسلمين وتنبيههم إلى يوم القيامة وما فيه ، وأنه لا يستوي العاصي والمطيع ، ولفت نظرهم إلى القرآن الكريم وما فيه ، ثم ذكر بعض صفات الحق ـ تبارك وتعالى ـ التي تغرس في النفوس الإيمان الصحيح ، والعقيدة الراسخة وكان هذا ختاما للسورة ما أجمله!!
__________________
١ ـ في لفظ (الغد) استعارة تصريحية وتنكيره للتعظيم والإبهام ، وتنكير نفس للتقليل.