قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٢٩) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (٣٠)
المفردات :
(مِرْيَةٍ) : شك (أَئِمَّةً) : جمع إمام ، أى : زعماء وقادة في الدين (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) : أو لم يتبين لهم (الْقُرُونِ) : الأمم السابقة (الْجُرُزِ) : هي الأرض اليابسة التي جرز نباتها ، أى : قطع لرعى أو لعدم الماء فيها مع صلاحيتها للإنبات ، وقيل : رجل جروز إذا كان لا يبقى شيئا إلا أكله ، وناقة جروز ، أى : تأكل كل شيء تجده ، وسيف جروز ، أى : قاطع ماض (مَتى هذَا الْفَتْحُ) متى هذا الحكم؟ إذ الفتح القضاء ، وقيل للحاكم : فاتح وفتاح لأن الأشياء تنفتح على يديه وتنفصل ، وعليه قوله تعالى : (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِ).
وهذا رجوع إلى أحد الأصول الثلاثة ، وهي الرسالة والتوحيد وإثبات البعث التي تعنى بها السور المكية ، وإنما اختار موسى لكثرة الشبه بينه وبين النبي محمد صلىاللهعليهوسلم ولكثرة أتباعه وقوة تأثيرهم في المجتمع العربي. وكل من المسيحيين واليهود يؤمنون به ، ومع هذا كثير من المواعظ والعبر.
المعنى :
ولقد آتينا موسى أخاك الكتاب فأوذى وكذّب وناله ما ناله من ألوان العذاب والسخرية ، فلا تكن في شك من أنه سيلقاك ما لقيه من التكذيب والأذى ، إذ تلك سنة الكون ونظام الناس. لا بد من اصطراع أهل الحق مع أهل الباطل ، وجعلنا الكتاب الذي أنزل على موسى هدى ونورا لبنى إسرائيل ، وجعلنا منهم أئمة وقادة ، وهم أنبياء بنى إسرائيل يهدون الناس بأمرنا ، ويدعونهم ويعظونهم ، وكانوا بآياتنا يوقنون ، كل ذلك لما صبروا على أحكام الدين وتكاليفه ، وصبروا على البلاء وعلى متاع الدنيا الزائل.