فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥)
المفردات :
(تُظاهِرُونَ) الظهار : أن يقول الرجل لامرأته أنت على كظهر أمى قصدا إلى تحريمها (أَدْعِياءَكُمْ) : جمع دعى ، وهو من يدعى لغير أبيه على أنه ابنه وفي الواقع هو ابن غيره (أَقْسَطُ) : أعدل وأقوم (وَمَوالِيكُمْ) المراد : هم بنو عمومتكم (جُناحٌ) : ذنب.
المعنى :
يا أيها النبي دم على تقوى الله ، واجتهد في الازدياد منها فإنها باب لا يبلغ مداه ، وأنت أولى الناس بها ، ولا تطع الكافرين والمنافقين ، فلا تساعدهم على شيء ، ولا تقبل لهم رأيا ، ولا تجعل منهم صاحبا أو صديقا ، ولا تطمع فيهم بل احترس منهم فإنهم أعداء الله ورسوله ، إن الله كان عليما بحالك وحالهم ، حكيما في كل ما أمر به ..
روى أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما هاجر إلى المدينة كان حريصا على إيمان اليهود فإنهم أهل كتاب ، ولهم رأى وكلام مسموع في هذا الباب وخاصة عند العرب ، وكان يعرف فيهم بعض المنافقين ، ويلين لهم الجانب ، ويعاملهم معاملة كريمة ، ويسمع لهم ويطيع أمرهم ، فنزلت.
روى أن أبا سفيان بن حرب وعكرمة بن أبى جهل وأبا الأعور السلمى قدموا على النبي صلىاللهعليهوسلم في الموادعة التي كانت بينه وبينهم. وقام معهم عبد الله بن أبىّ رأس المنافقين ، ومعتب بن قشير ، والجد بن قيس ، فقالوا للنبي صلىاللهعليهوسلم ارفض ذكر آلهتنا ، وقل : إنها تشفع وتنفع ، وندعك وربك ، فشق ذلك على النبي صلىاللهعليهوسلم وعلى المؤمنين ، وهمّ عمر ـ وكان حاضرا ـ بقتلهم ، فنزلت ، وهذا نهى للنبي صلىاللهعليهوسلم عن إطاعة الكفار والمنافقين ، وأمر له بإعلان الحرب عليهم غير آبه بهم ولا ملتفت إليهم ، وفي هذا من الخطر ما فيه عند العقلاء.