لَكُمْ لَوْ لا تُسَبِّحُونَ (٢٨) قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (٢٩) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (٣٠) قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ (٣١) عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ (٣٢) كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٣٣)
المفردات :
(بَلَوْناهُمْ) : فعلنا معهم فعل المختبر. (الْجَنَّةِ) المراد : البستان كثير الزروع والثمار والأغصان الملتفة التي تستر ما تحتها ، والعرف يخص الجنة بفراديس النعيم في الآخرة. (لَيَصْرِمُنَّها) الصرام : وقت جنى الثمر. (مُصْبِحِينَ) : داخلين في الصباح. (وَلا يَسْتَثْنُونَ) المراد لا يقولون : إن شاء الله. (طائِفٌ) أى : طرقها في الليل من أمر الله طارق وهو هلاكها. (كَالصَّرِيمِ) : كالبستان المصروم ثمره أى : المقطوع ، وللصريم معان أشهرها أنه الليل المظلم أو الأرض السوداء. (حَرْثِكُمْ) : زرعكم والمراد مكان الزرع ، أى : الحقل. (يَتَخافَتُونَ) : يتكلمون كلاما مهموسا لا يسمعه أحد. (وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ) : ذهبوا حالة كونهم قادرين في ظنهم على حرد أى : منع للمساكين. (أَوْسَطُهُمْ) : أعدلهم وأحسنهم رأيا لأن الوسط من كل شيء خياره وعليه قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً). (لَوْ لا تُسَبِّحُونَ) : هلا تنزهون الله من كل سوء. (يَتَلاوَمُونَ) أى : يلوم بعضهم بعضا. (يا وَيْلَنا) : يا هلاكنا احضر فهذا أوانك. (طاغِينَ) : متجاوزين الحد والعقل والشرع. (راغِبُونَ) أى : متوجهون ومتضرعون.
المعنى :
لقد منّ الله على الناس جميعا بنعم لا تعد ولا تحصى ، ومن الناس : أهل مكة ، حيث كانت لهم تجارات واسعة وبعض المزروعات ، وكانت لهم رحلتان صيفا وشتاء ، ثم