علقة ، وفي نفس الحياة من طفولة إلى شباب إلى كهولة وغير ذلك (طِباقاً) : متطابقة بعضها فوق بعض. (سِراجاً) : كل ما يضيء بنفسه فهو سراج. (أَنْبَتَكُمْ) : أنشأكم. (بِساطاً) أى : ممهدة كالبسط. (سُبُلاً فِجاجاً) : واسعة. (كُبَّاراً) أى : كبيرا. (وَدًّا). (سُواعاً). (يَغُوثَ). (يَعُوقَ). (نَسْراً) : هذه أسماء آلهة كانوا يعبدونها. وفي الأصل كانت أسماء رجال صالحين في قومهم. (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ) : من خطاياهم. (دَيَّاراً) المراد : لا تترك على الأرض من الكافرين أحدا يدور في دار. (فاجِراً) : فاسقا معتديا. (تَباراً) : هلاكا.
وهذه السورة الكريمة جاءت تقص على النبي صلىاللهعليهوسلم قصة نوح مع قومه في بعض المواقف الخاصة التي تدور حول دعاء نوح لهم ، وكيف وقفوا منه ، ليتأسى النبي صلىاللهعليهوسلم بما حصل لنوح ، ولا يأسى من قومه ، وليعتبر أهل مكة بما حصل لغيرهم.
المعنى :
إنا أرسلنا نوحا إلى قومه ، أى : حملناه قولا إلهيا ، ورسالة سماوية هي : أن أنذر (١) قومك ، وحذرهم عاقبة كفرهم ، ونهاية شركهم من قبل فوات الفرصة ومن قبل أن يأتيهم عذاب أليم شديد الألم للغاية ... وماذا قال نوح! قال يا قومي : إنى لكم رسول أمين ونذير مبين ، جئت بأمر هو أن اعبدوا الله وحده ، ولا تشركوا به شيئا ، واتقوا عذابه وأطيعون ، فإنه من أطاع الرسول فقد أطاع الله ، إن تعبدوا الله حقا يغفر لكم ذنوبكم ، أى : يغفر لكم أفعالكم التي هي ذنوبكم (٢) ويؤخركم إلى أجل مسمى معلوم عنده إن آمنتم ، أى : جعل لهم أجلا إن ظلوا كافرين ، وأجلا إن آمنوا إن أجل الله إذا جاء وقته وحينه لا يؤخر مطلقا ، ليتكم تعلمون ذلك فتعملوا له ولكنهم مع هذا الدعاء
__________________
١ ـ هذا إشارة إلى الموقف أن «أن» تفسيرية ، ويصح أن تكون مصدرية مجرورة بحرف ، أى : بأن أنذر ، وهكذا (أن) في أن اعبدوا الله تفسيرية كالإنذار.
٢ ـ هذا إشارة إلى أن (من) بيانية ، وقيل : ابتدائية أو تبعيضية.