مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (٦٣) وَما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٦٤)
المفردات :
(لَنُبَوِّئَنَّهُمْ) لننزلنهم (غُرَفاً) الغرف : جمع غرفة ، وهي الحجرة (وَكَأَيِّنْ) أى : كم بمعنى كثير من الدواب (سَخَّرَ) : ذلل (دَابَّةٍ) : كل ما دب على وجه الأرض من الحيوان يقال له دابة (يُؤْفَكُونَ) يصرفون (يَقْدِرُ لَهُ) يضيق عليه ، أى : يقتر عليه رزقه (لَهْوٌ) اللهو : الاشتغال بما لا يعنى وما لا ينفع عن النافع المفيد ، وفي المصباح : اللهو الترويح عن النفس بما لا تقتضيه الحكمة ، واللعب : هو العبث (الْحَيَوانُ) : الحياة الدائمة الخالدة الجديرة باسم الحياة.
المعنى :
بعد ما وفي الحق ـ تبارك وتعالى ـ الكلام على المشركين وأهل الكتاب أخذ يوجه نصائح للمسلمين ، وهم في أشد الحاجة إليها ، وخاصة حينما جاهروا بالدعوة واشتد إيذاء الكفار لهم في مكة ، وهذه التوجيهات تهدف إلى خلق المؤمن الكامل الذي يبيع نفسه وماله ووطنه في سبيل إعلاء كلمة الله.
يا عبادي الذين آمنوا بالله ورسوله إن أرضى واسعة فهاجروا فيها وفروا بدينكم من عنت المشركين أعداء الله وأعدائكم ، يا عبادي إن ضاق بكم موضع فإياى فتوجهوا لأن أرضى واسعة. وهذا تحبيب للمسلمين في الهجرة مع رسول الله ، وكانت واجبة قبل فتح مكة ثم بعدها لا هجرة ، وإنما المهاجر من هجر ما نهى الله عنه.