وليؤدى رسالته في عمارة الكون ثم قد هداه الله إلى الخير والشر بما أودع فيه من عقل وغرائز ، وبما أرسل له من رسل وكتب ، ألا ترى أن الله هداه السبيلين ، ثم بعد ذلك أماته فجعل له قبرا يواريه ، ثم إذا شاء بعد ذلك أحياه للحساب ، فانظر إلى مبدئك ومنتهاك.
كلا أيها الإنسان : ارتدع عما أنت فيه ، وثب إلى رشدك وارجع إلى ربك فأنت لم تقض ما أمر به ربك ، ولم تعرف ما طلب منك.
إذا كان الأمر كذلك فلينظر الإنسان إلى طعامه كيف يكون؟ ألم يروا أن الله أنزل من السماء ماء وصبه على الأرض صبا ، ثم شق الأرض بالنبات ، وأحياها بالزرع والخضروات ، فأنبت منها قمحا وشعيرا ، وعنبا وفاكهة ، وبقولا وزيتونا ونخلا ، وحدائق ملتفة الأغصان كثيفة ، كل هذا لكم ولأنعامكم!!!
فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (٣٣) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (٣٩) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (٤٠) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (٤١) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (٤٢)
المفردات :
(الصَّاخَّةُ) : الصوت الشديد الذي يصم الآذان ، والمراد هنا : النفخة التي بها تقوم القيامة. (وَصاحِبَتِهِ) : زوجته. (يُغْنِيهِ) : يصرفه ويصده عن كل من عداه. (مُسْفِرَةٌ) : مضيئة متهللة ، تقول : أسفر الصبح : إذا أضاء (مُسْتَبْشِرَةٌ) : فرحة. (غَبَرَةٌ) : غبار. (تَرْهَقُها) : تدركها من قرب ، والمراد : تعلوها. (قَتَرَةٌ) : سواد الدخان. (الْفَجَرَةُ) : الذين خرجوا عن حدود العقل.