المفردات :
(أَذِنَتْ) : استمعت لأمر ربها وامتثلت له. (وَحُقَّتْ) أى : وحق لها أن تمتثل. (مُدَّتْ) : اتسعت رقعتها. (وَتَخَلَّتْ) : لم يبق في باطنها شيء.
(كادِحٌ) : مجد ساع في طلب الدنيا. (يَسِيراً) : سهلا. (وَيَنْقَلِبُ) : يرجع. (أَهْلِهِ) : إخوانه من المسلمين. (ثُبُوراً) : هلاكا وموتا ، والمراد أنه يقول : وا ثبوراه وا هلاكاه. (وَيَصْلى) : يقاسى ويصطلى. (سَعِيراً) : حر جهنم. (فِي أَهْلِهِ) : في الدنيا. (مَسْرُوراً) : فرحا فرح بطر وترف.
(يَحُورَ) : يرجع إلى الله. (بَلى) : نعم جواب لما بعد النفي ، أى : نعم يرجع.
(بِالشَّفَقِ) : الأثر الباقي من الشمس في الأفق بعد الغروب ، وقيل : هو النهار ، والمادة تدل على الرقة. (وَما وَسَقَ) أى : وما جمع. (اتَّسَقَ) : اجتمع وتكامل وتم واستدار. (يُوعُونَ) : يحفظونه في قلوبهم من شرك أو معصية. (غَيْرُ مَمْنُونٍ) : غير مقطوع.
المعنى :
إذا أراد الله ذهاب هذا العالم ، وقيام الساعة ، اختل نظام الدنيا ، بأى صورة كانت ، وعلى أى شكل يريده الله ، فترى عند ذلك أن السماء تتشقق وتنفطر ، ويعلو الجو غمام وأى غمام؟ (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) عند ذلك ترى أن السماء قد استجابت لأمر ربها وانقادت له ، وحق لها ذلك الامتثال والاستماع لأمره ، وكيف لا يكون ذلك وهي في قبضته وتحت سلطانه. وهو الذي يمسك السماء والأرض أن تزولا ، عند ذلك تكور الشمس ، وتتناثر النجوم والكواكب ، وأما الأرض فلا يمكن أن تبقى على حالها بل نراها قد اندكت جبالها ، واتسعت سهولها وامتد جرمها ، وألقت ما في باطنها من الكنوز والأجساد والعظام البالية ، وتخلت عن كل ذلك ، ولم يبق في باطنها شيء (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) وإذا السماء انشقت ، وإذا الأرض مدت ، وألقت ما في باطنها وتخلت عن كل شيء. يكون ماذا؟ يكون ما شاء الله مما ذكره في غير موضع من القرآن ، ويقال : إن الجواب محذوف دل عليه قوله تعالى : (يا أَيُّهَا