الصوم ، ونصف الصلاة» وقوله صلىاللهعليهوآله : وسلم لحمزة بن عمرو الأسلمي ، وقد سأله عن الصوم في السفر وكان كثير الصوم «إن شئت فصم ، وإن شئت فأفطر ، والفطر لمن شاء ذلك خير».
وحديث أبي سعيد الخدري : «خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من مكة إلى حنين في اثنتي عشرة بقيت من رمضان فصام طائفة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأفطر الآخرون ، ولم يعب».
وقال قوم : «لا يفطر المريض إلا أن يخشى على نفسه الهلاك».
وفي النهاية عن أحمد في المرض المبيح : أنه المرض الغالب.
الحكم الثاني : في قدر السفر المبيح للفطر ، والخلاف فيه بين العلماء كالخلاف في السفر الذي تقصر فيه الصلاة ، فعند القاسم ، والهادي ، والباقر والصادق ، وأحمد بن عيسى عليهمالسلام : أنه بريد. وقال زيد ، ومحمد بن
عبد الله (١) ، والأخوان ، والناصر ، وأبو حنيفة : ثلاثة أيام.
__________________
(١) محمد بن عبد الله هو : الإمام محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي ، الحسني ، أبو عبد الله النفس الزكية ، الإمام المهدي ، أول من تكنى بالمهدي ، مولده سنة ١٠٠ ه ولبث في بطن أمه أربع سنين ، كان عليهالسلام أشهر من أن يوصف علما وورعا ، وشجاعة ، بويع له بالخلافة لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ١٤٥ ه بايعته الزيدية مع المعتزلة ، وجاهد ، وثاغر حتى قتل شهيدا في شهر رمضان من السنة ، طعنه حميد بن قحطبة ، قال الذهبي : قتل محمد بسيفه سبعين من المسودة في يوم واحد ، وطعنه حميد ، وحز رأسه ، وأرسل به إلى المنصور أبو الدوانيق ، وقيل : قتل في سنة ١٤٦ ه ودفنت جثته بالبقيع ، وقيل : عند باب المدينة ، حدث عن أبي الزناد ، وعن أبيه وغيرهما ، وحدث عنه جماعة ، وروى عنه في كتاب السير محمد بن الحسن الشيباني ، وخرج له أئمتنا والأربعة ، وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (إن النفس الزكية يقتل فيسيل دمه إلى أحجار الزيت ، لقاتله ثلث عذاب أهل النار) وهو مذكور في كتب السير ، أكثر ما ذكر.