والفريقين ، قالوا : لأن الباعث على التخصيص هو العرف الجاري أن الزوجين لا يتقاطعان المحبة ، ويعدل عن الزوجية إلى بذل المال المحبوب إلا في حال المشاقة.
والهادي ، والناصر (١) ، ومالك يشترطون للمخالعة على المال النشوز ، لقوله تعالى : (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ) [البقرة : ٢٢٩] وسيأتي إنشاء الله تعالى تمام الكلام عند ذكر هذه الآية (٢).
ومن هذا قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل).
__________________
ـ روى عن أبي العباس ، وقاضي القضاة ، وغيرهما ، وعنه السيد مانكديم ، والموفق بالله ، والقاضي يوسف وغيرهم ، وشرح حاله يخرج بنا عن الإختصار ، ومن مصنفاته : شرح التجريد ، لم يصنف مثله لأصحابنا ، والبلغة ، والهوسميات والإفادة ، والزيادات ، والتفريعات في الفقه ، والتبصرة ، كتاب لطيف ، وكتاب النبؤآت ، وتعليق على شرح السيد مانكديم ، وإعجاز القرآن في الكلام ، والأمالي الصغرى ، وسياسة المريدين ، ولد بآمل طبرستان سنة ٣٣٣ ه وبويع له بالخلافة سنة ٣٨٠ ه وتوفي يوم عرفة سنة ٤١١ ه وصلى عليه مانكديم ، ودفن بلنجا. وقد تيسر لنا بحمد الله زيارته أكثر من مرة ، ومشهده معروف بهوسم.
(١) الناصر : هو الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الهاشمي ، أبو محمد ، الإمام الناصر الكبير ، سمي بالأطروش لطرش كان في أذنيه ، ولد سنة ٢٣٠ ه ، قال المنصور بالله : لم يكن في زمنه مثله شجاعة وعلما وورعا وزهدا ، وكرما وفضلا ، وله تصانيف ، وكان جامعا لعلم القرآن والكلام ، والفقه ، والحديث ، والأدب ، والأخبار ، واللغة ، جيد الشعر ، مليح النوادر ، وذكر مصنف سيرته أن الذين أسلموا على يديه ألف ألف ، وله سيرة مستوفاة ، توفي عليهالسلام بشعبان سنة ٣٠٤ ه بعد الهادي بنحو ست سنين ، وإليه تنسب الناصرية.
(٢) ولكنهم خرجوا عن ظاهر الآية كما سيأتي.